الظروف التي تحاول السيطرة عليها أنت مصدرها
لذلك بدلاً من قيامك بمحاولات بائسة لتغيير ظروفك الخارجية، قم فقط بتغيير أفكارك ومشاعرك الداخلية عنها، وستزول أو ستتغير. حياتك الحقيقية داخل عقلك لذلك في كل مرة لا يعجبك فيها أي شيء يحدث لك في عالمك الخارجي (الحياة) عد إلى الداخل (عقلك) لترى الشيء الذي يحتاج منك اعادة رؤية وتغيير، لأنه سبب ما تجذبه إليك من أشخاص وأحداث
كما أخبرنا الله عز وجل في سورة الرعد (الآية 11 ) : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
المعتقد هو فكرة ارتبطت بحدث ما، أدت إلى الإحساس بشعور معين, معتقداتك هي ما تسمح بحدوث الأشياء أو استحالتها ولا يتطلب الاعتقاد أن يكون الشيء حقيقة فعلاً، ولكن كل ما يتطلبه هو الاعتقاد بأنه حقيقة الاعتقاد هو الأساس الذي نبني عليه كل أفعالنا، وهو أهم خطوة في طريق النجاح أو الفشل
في الحقيقة إن معتقدات كل شخص هي ما يشكل مجرى حياته، لأنها تحدد له طبيعة كل ما حوله، وما هو ممكن وما هو غير ممكن، إنها هي التي تحدد له طريقة استجابته و رده على كل فعل و رؤيته لكل فكرة، وتفاعله مع كل شعور
يجب علينا أولاً تغيير معتقداتنا الداخلية
لذا فإنه من أجل رؤية الأشياء بطريقة مختلفة، يجب علينا أولاً تغيير معتقداتنا الداخلية عنها. ما خزنه عقلك اللاواعي في طفولتك من معتقدات خاطئة ليس لك ذنب فيه، لكن برغم ذلك أنت من يتحمل مسئولية تغيير هذه المعتقدات
عقلك اللاواعي لن يناقشك في ما تفكر فيه ويقول لك هذا خاطئ وهذا صحيح فهذه ليست مهمته، لكن مهمته هي أن يجسد لك كل معتقداتك التي تكونت بداخله نتيجة جمع أفكارك بمشاعرك عن الأشياء. أي أن معتقداتك عن الأشياء إما أن تضع حاجزاً بينك وبينها، أو تصنع لك طريقاً إليها
أحداث الحياة تؤكد لك معتقداتك فقط لا غير, غير معتقداتك تتغير حياتك. عندما يتم معالجة الجذور، لا يعود الحدث للظهور, عالج السبب (معتقداتك) تتغير النتيجة (حياتك)
كل ما مشاعرك تتغير، كل ما اللي بتجذبه هيتغير. السر كله في المشاعر, غير مشاعرك تجاه الأحداث، وستتغير نتيجتها لصالحك
تغيير الشعور هو تغيير للمصير. اظبط تردداتك واستمتع بحياتك وكلما كنت أكثر يقين وأقل مقاومة وأقل تعلق تجاه أهدافك كلما حدثت بأقل مجهود
هناك طريقة سهلة لتجنب تكرار المواقف والأحداث التي لا نريدها وهذه الطريقة يمكن لأي شخص القيام بها، عندما يدرك أنه سبب رئيسي في أحداث حياته، خصوصاً إذا كانت المواقف تتكرر باختلاف من يشاركه فيها
ببساطة عليك أن تبدأ في الكلام عن كل ما تريده فقط، فلن تجد أي فائدة تذكر عندما تتحدث عن الماضي السيء أو عن خوفك من حدوث شيء لا تريده بإستثناء تغير حالتك النفسية ومشاعرك للأسوء
مشاعر الإنسان وأفكاره هي مصدر طاقته وقوته
وهنا سأستشهد بجملتين في غاية الخطورة والأهمية
الأولى لعلي بن أبي طالب : كل متوقع آت فتوقع ما تتمنى
و الثانية للعالم الشهير فيثاغورس : احذر أن يخطر ببالك ما لا تريده
وبناء على ما سبق فعليك أن تتحدث عما تريد، وأن تتوقف تماماً عن الكلام حول أي تجارب أو مواقف أو نتائج غير مرغوب فيها
عالمك الخارجي هو ليس إلا نتيجة وانعكاس لعالمك الداخلي, وبما أن كل شيء طاقة، وأينما يذهب التركيز تتدفق الطاقة, لذلك إذا أردت تغيير أي شيء حولك، قم بتغيير الاتجاه الذي توجه إليه تركيزك الداخلي، وسيتغير كل شيء حولك
أي شيء لا تغذيه بأفكارك ومشاعرك (طاقتك) لا يجد له مكان في عالمك، فيغادر بابك بكل هدوء إلى من يفعل ذلك, يمكنك استخدام ذلك في التخلي عن كل ما لم تعد تريده في حياتك، ويمكنك أن تبدأ في رحلتك إلى الحياة التي تتمناها
وإليكم هنا عدة أمثلة عن بعض المعتقدات الخاطئة التي قد يتبناها بعضاً منكم
إذا كنت تعتقد أنه يجب أن تعاني لكي تنجح : فيجب عليك أن تغير هذا الإعتقاد ب يمكنك أن تنجح وتحقق كل ما تريده بسهولة
إذا كنت تعتقد أنه يجب أن تتصنع شخصية أخري غير شخصيتك حتي تنال إعجاب الناس أو إعجاب شخص ما : فيجب عليك أن تغير هذا الإعتقاد، لأن كل منا جميل بطبيعته التي خلقه الله عليها وميزه بها
إذا كنت تعتقد أن القطار فاتك : فيجب عليك أن تغير هذا الإعتقاد لأنه لا يوجد قطار، بل هي خطوات ستخطوها بعقلك وقلبك حتى تصل بها إلى ما تريد، ولتعلم أنك إذا كنت تسعى بيقين فحتماً ستصل
إذا كان هناك أي شيء في مظهرك يجعلك تظن أن الناس ستتجنبك أو سيسخرون منك بسببه : فيجب عليك أن تغير هذا الإعتقاد لأنني ظللت أخشي كلام الناس لمدة تزيد عن عشر سنوات، ثم إكتشفت أنني كنت على خطأ وأنه لا قيمة لكلام الناس مقابل سلامي النفسي، والطريف أنه عندما تقبلت نفسي وأحببتها كما هي، رأيت جمالي الحقيقي ورآه الناس أيضاً
لا تحاول أن تغير أفعالك أو عاداتك أو تصرفاتك أو حتى مظهرك، قبل أن تغير طريقة تفكيرك وتغير شعورك تجاه الحياة.
غير طريقة تفكيرك فقط، وسيأتي كل شيء بعد ذلك. عندما تغير طريقة تفكيرك، فأنت بذلك ستغير عالمك بأكمله و تذكر دائماً أن تغيير الشعور هو تغيير للمصير
وكيف أحرر نفسي من المعتقدات الخاطئة التي وضعت في عقلي أثناء طفولتي من أسرتي والمحيطين بي، أو عن طريقي بدون وعي مني ؟
قم بمراجعة معتقداتك عن نفسك وعن الحياة، فما لا نعرفه عن أنفسنا أو عن الحياة ليس هو السبب في أننا لا نعيش الحياة التي نريدها، لكن المعتقدات الخاطئة التى ننظر لأنفسنا أو للحياة بناء عليها هي سبب كل ذلك
عليك بتحسين طريقة كلامك عن نفسك ورؤيتك لنفسك، فالطريق يبدأ من هناك
١- أكتب كل ما قالوه لك عن الحياة وعن نفسك في ورقة، ثم قم بحرقها
٢- ابدأ باكتشاف نفسك وكل شيء حولك من جديد
٣- كرر ذلك عند الحاجة
تذكر جيداً أن المسافة بيننا وبين كل ما نريده هي مسافة وعي